اللهم إني تصدقت بعرضي على الناس وعفوت عمن ظلمني
فمن شتمني أو ظلمني فهو في حل
اللهم إني سامحت كل من أغتابني أو ذكرني بسوء في غيبتي
وأسألك في ذلك الأجر والمغفرة وبلوغ مراتب المحسنين
*****************
لا تدينوا كي لا تدانوا .. لأنكم بالدينونة التي بها تدينون تُدانون .. ويُكال لكم بالكيل الذي به تكيلون
--
اللهم صلِّ على محمد ماتعاقب الليل والنهار وصلِّ على محمد ماذكره الذاكرون الأبرار وصلِّ على محمد عدد مكاييل البحار
ماهذه الصورة؟!
إن لم ترها قبل هذه المرة فدعني أفكك لك رموزها..
هذه صورة لكاريكاتير نُشر في أحد المطبوعات المصريّة..
يظهر في الكاريكاتير عربة تجرّها الخيول وتقودها امرأة تسير بها في طريق تُشرق في نهايته شمس الحرّية..
على جنبات الطريق وبجوار العربة مجموعة معارضين لمسيرها يحاولون إيقافها وإعاقتها ورمي الحجارة في طريقها..
ماذا يقصد الرسّام؟!
من هي المراة؟!
ومن هم المعارضين؟!
وما هي الظروف التي رُسم ونُشر فيها هذا الكاريكاتير؟!
من دقق جيّداً عرف كامل الحكاية..
واتضح له مغزى الرسم..
المرأة ترمز إلى دولة مصر وأنها تسير نحو الحرّية..
والمعارضين الذين يحاولون إيقاف سيرها الطائش هم الناصحون من الفضلاء وأهل الغيرة..
والحوار الذي دار في الكاريكاتير موجود أسفل الرسم لكن لصعوبة قراءاته وضعت لكم صورة مكّبرة منه:
واضحة
إذن:
مصر تتجه نحو الحريّة..
و(الرجعيون) -كما سماهم- يعيقون تقدمها نحو الحريّة , ومصر كلها تقول أنها ستدوس كل المعارضين
بقي أن نعرف أن هذا الكاريكاتير نُشر بالتحديد في مجّلة (كل شيء) المصريّة في العدد الصادر في نوفمبر 1925م
أي تقريباً قبل 85 سنة !!
تعالوا معي من وراء ركام السنين والأحداث..
اقفزوا من فوق جدار القرن الميلادي الماضي..
إلينا هنا..
إلى عام 2010
هذا العام الذي نعيش فيه بكل اختلافاته وغرابته وفتنته..
من مصر الحبيبة..
إلى أرض الحرمين..
إلى عاصمتها..
لنقلب عدداً من أعداد صحيفة الرياض..
اليوم الاربعاء..
12 صفر 1431هـ
الموافق 27 يناير 2010م
العدد رقم 15192
ابحثوا في رسوماتهم..
بالتأكيد لن تُخطيء أعينكم هذه الصورة:
حاولوا استخراج الفروق العشرة بين الرسمين؟!
الباص مكان العربة..
المجتمع السعودي يركب الباص كمصر حين ركبت عربتها..
المعارضين لمسيرة التقدم يقفون في الطريق أيضاً..
ربما احتاج لتغيير مظهر المعارضين ليتناسب مع البلد وصورة بعض الناصحين فيه..
صفة الرجعية استعاض عنها بالتشدد والمقصود واحد..
شيء واحد ربما لم يتغير..
تلك الحجارة التي تعترض السير إلى الهاوية..
ربما لأن المصلحين والصادقين هم حجر عثرة على مر السنين في طريق أهل التغريب والإفساد..
؟!
لا جديد فهم هم على مر التاريخ..
اعلم أن هذا التطابق واضح عند الكثير منكم..
لكن ما قد يخفى علينا أن التاريخ يفضح تشابه زمر الفساد مع بعضها في أدق التفاصيل..
واتفاق مخططاتهم حتى في جزئياتها البسيطة..
ليشهد عليهم لا لهم..
ويفضح مخططاتهم ولا يزكيها..
ويخبرنا ان إحسان الظن في بعض ما يدور حولنا ضرب من السذاجة التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
هاهي السنون قد مرّت..فهل أشرقت على مصر شمس الحريّة؟!
أم هي حريّة الشهوة التي حين أغرقوا مصر بها صمتوا عن الدعوة إليها!
أين هي الحريّة التي كانت تسعى إليها مصر؟
وكانت تكتب عنها صحافتهم؟
وكانوا يمنّون الشعب بها؟
هل مِن مخبرٍ عن حال أرض الكنانة..
عن حريتها التي وُعدت بها قبل 85 سنة؟
هل صدق الناصحون في كلامهم؟
وهل جنى أحبابنا هناك ثمار الحريّة الطيبة؟
أم علقمها المُر؟
ليست المشكلة في رسوم تشابهت , او مقالات نقدت ولمزت..
إنما المشكلة هي أن الكاريكاتير المصري لم يكن يسير وحده في الطريق , بل كانت هجمة
شرسة وقصف مركز , جيشٌ من المقالات وأساطيل من الرسومات وخطب من التأليب
والشنشة لا تكل ولا تمل حتى بعض الوزارات والمناصب الحكوميّة كانت تسير في نفس الخط
الهجومي لتصيب نفس الهدف وهو اسقاط المرأة بإسم الحريّة ليفسد المجتمع بفسادها
ويُشبع الشهوانيون شهوتهم من غنائم هذه المعركة..
تماماً كالكاريكاتير السعودي , فهو لا يسير وحده أبداً , جيوش كالجيوش المصريّة ومساندة
كمساندتها , ربما بدأت بحريق مدرسة البنات بمكة لكنها بالتأكيد لن تنتهي عند إقالة الشثري
أو غرائب الغامدي..
صحف تكتب ومقالات تُنشر وقنوات تساند وشخصيات تدعم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم..
مايحدث في السعوديّة للسعوديّة هو ما حدث في مصر لمصر..
ومن كان في شك من ذلك فليقرأ المناقشة العقلية التاريخية التي رصدها ووثقها وصادق عليها الداوود في كتابه (هل يكذب التاريخ)..
سترون العجب من تشابه المفسدين على مر الأزمان واختلاف الدول , ومن اتفاقهم في أغلب خطواتهم ومخططاتهم وأهدافهم ووسائلهم..
بل ورسوماتهم..
تشابهت قلوبهم..
لا تنسوا الرجوع إلى صحيح الجامع
مقطع مؤثر ومبكي للعلامة ابي اسحق الحويني في مرضه وكأنه ينعي نفسه وكأنه اللقاء الأخير
1925م - 2010م
تشابهت النوايا..
والمقاصد..
فتشابهت المقالات والرسومات..
وأرجو ألا تتشابه النتائج.
Hotmail: بريد إلكتروني موثوق فيه ويتمتع بحماية قوية من البريد العشوائي. اشترك الآن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
التعليقات